الأربعاء، 16 ديسمبر 2015

ويل وال و الملالي الجبناء


في الأيام القادمة بإذن الله سأحكي لكم سلسلة من الحكايا و القصص المتناقلة عن الاسطورة الصومالية الزعيم ويل وال ، و قد كان زعيماً عظيماً اسمه الحقيقي القراد فارح ابن القراد حرسي و المشهور بلقب " ويل وال".

 كان ويل وال سلطانًا مهاب الجانب تطيعه القبائل الصومالية و تنضوي تحت لوائه لمحاربة قبائل الجالا للتوسع داخل الهضبة الاثيوبية. كان هذا السلطان يتمتع بقدر كبير من الذكاء و الشجاعة و لديه قدرة هائلة على توحيد الناس حوله كما كان يستخدم الأحجيات و الألغاز.

سبق و أن حكيت أحد قصصه المشهورة و اليوم سأحكي لكم قصته مع الشيوخ أو الملالي الذين كانوا ساخطين من شدته و طريقة حكمه للقبيلة. اجتمع مجموعة من الشيوخ و تشجعوا للذهاب للزعيم ويل وال لمناصحته، و حينما وصلوا لمجلسه قالوا له:

" أيها الزعيم لسنا خائفين منك"

سألهم ويل وال :

" وهل تخافون أحدا سواي ؟"

أجاب الشيوخ:

" فقط نخشى الله".

سكت ويل وال حتى ذهب الشيوخ و أمر ببناء منزل له مدخل و مخرج منفصل (وكانت بيوت الصومالين لها باب واحد فقط للدخول و الخروج) ، كما أمر ببناء سور عالٍ حول المنزل.

و بعد انتهاء بناء المنزل حسب المواصفات التي طلبها، أمر بإحضار خروف داخل المنزل ثم أمر بإحضار الملالي للمنزل وبعدما تم  جمع الملالي في فناء المنزل خرج لهم ويل وال من المنزل و معه سكين كبير.

أمر ويل وال مقاتليه بإغلاق باب الدخول و إحضار أحد الملالي داخل المنزل. دخل الملا الأول مع ويل وال ومضى معه حتى أخرجه من الباب الخلفي للمنزل. و بعدها ذبح ويل وال الخروف داخل المنزل و خرج للملالي و الدماء تسيل من السكين فأمر رجاله بإحضار ملا آخر للدخول معه للمنزل قائلاً:

"أحضروا الملا التالي"

شاهد الملالي الدماء تقطر من سكين الزعيم ويل وال واعتراهم الخوف الشديد لكن الباب كان مغلقاً و أمامهم الحرس و معهم الرماح. ويل وال أدخل المنزل الملا الثاني ثم الثالث و أخرجهم من الباب الخلفي و في كل مرة يخرج لهم و الدماء تقطر من السكين.

حينما لم يعد هناك أي أثر للملالي الثلاث أصاب الرعب بقية الملالي و الشيوخ، فتسابقوا للقفز فوق السورالعالي وهم يلوذون بالفرار منتشرين في كل اتجاه للنجاة بحياتهم.

أخذ ويل وال يضحك و يقهقه من المشهد و الرعب الذي تسبب به لهؤلاء الملالي وأخذ يصرخ ورائهم و هم يلوذون بالفرار " لا تقولوا مرة أخرى أنكم فقط تخافون من الله".



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق