الأربعاء، 4 ديسمبر 2013

الملك صاحب المشورة السيئة




كان هناك ملك يحكم أمةً كبيرة من الناس, و كان يرى نفسه دائما على حق و كانت رؤيته قاصرة للأمور و سطحية إلى حد بعيد. و على الرغم من ذلك كان يعتقد أنه بدونه لن تستطيع أمته أن تتدبر أمورها و سينهار عالمهم في غياب جلالته.

و كان هناك رجل فقير من رعايا هذا الملك و كان كل ما يملكه من هذه الدنيا هو ماعز يحلبه لأطفاله و قدر من طين يطبخ فيه طعام عياله. و في يوم من الأيام أدخلت الماعز رأسها في القدر فعلق رأسها فيه و لم يستطع الفقير إخراج رأسها منه.

وقف الفقير حائرا يفكر فلو كسر القدر لن يجد ما يطبخ به لعياله, و لو أصاب الماعز شئ فلن يجد حليبا يشربه عياله فهذا كل ما يملكه هذا الفقير. بعد أن عجز الفقير عن إيجاد حل للمعضلة التي وقع فيها اتجه إلى الملك الذي كان يدعى أنه حلال المشاكل.

و فعلا ذهب الفقير إلى الملك و معه الماعز و رأسها عالق في القدر, و قال للملك "أيها الملك إن هذه الماعز و هذا القدر هو كل ما أملكه من هذه الدنيا و عيالي اليوم لم أطبخ لهم شيئا و لم أحلب لهم الماعز و هم يبكون الآن و قد جئتك لتحل لي هذه المشكلة".

نادى الملك سريعا أحد خدمه و أمره بقطع رأس الماعز و بالفعل قطع الخادم رأس الماعز فانفصل جسد الماعز عن رأسها الذي بقى عالقاً في القدر. فقال الخادم للملك " أيها الملك لقد بقى الرأس في القدر فماذا أصنع؟". جاوبه الملك دون تردد اكسر القدر و أخرج رأس الماعز.

كسر الخادم القدر بالفعل و أخرج رأس الماعز, و بذلك فقد الرجل الفقير الذي أتى لطلب المشورة من الملك كل ما يملك من هذه الدنيا (الماعز و القدر). و كان أشد وقعاً عليه من فقد كل ما يملك  لوم الملك له و توبيخه له قائلا " ألم تعرف أن تفعل ذلك ؟ إنني الآن قلق على أمتي إذا حان أجلي اليوم كيف سيتدبرون أمورهم دون مشورتي و حكمتي ؟! ".  


و هذه القصة باللغة الصومالية :



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق