الجمعة، 13 سبتمبر 2013

الحكيم كبا-علف (Kaba-Calaf) و اختبار فتاتين




(قصة من التراث الصومالي)

كان يا ماكان في قديم الزمان و سالف العصر و الأوان كان هناك رجل يسمى (كبا-علف) و كان مشهوراً بالحكمة و له قصص عديدة تناقلتها الأجيال تدل هذه القصص على عقل و حكمة منَ الله بها على هذا الرجل, و من هذه القصص القصة التالية:

كان هناك رجل من أقارب (كبا-علف) قد بلغ سن الرشد و أراد الزواج , فذهب إلى قريبه الحكيم ليشاوره و يساعده في اختيار زوجة المستقبل. فقال ل (كبا-علف) : يا ابن العم هناك فتاتان مرشحتان للزواج هيا بنا نمضي و نختار الأجمل من بينهما.

فأجابه الحكيم (كبا-علف) : النساء لا يتزوج بهم لأجل الجمال فقط بل هناك خصال أخرى مهمة لإختيار الزوجة كالعقل و المعرفة. و أنا لدي ثلاثة ألغاز للفتاتين و أيهما أجابت إجابة صحيحة على الألغاز الثلاثة هي التي سنختارها للزواج فدعنا نمضي إلى الفتاتين.

مضى الرجل مع الحكيم (كبا-علف) إلى حيث وجدوا الفتاتين فسلموا عليهما, و ردت الفتاتان السلام و انهمكوا في أحاديث غزلية حتى يتعرفوا أكثر على الفتاتين لاختيار الأنسب منهما للزواج. و بعد مدة تبادل الحديث قال الحكيم (كبا-علف): أيتها الفتيات أجيبوني عن ثلاث:

1.مضجع الرجال
2.مسكن الإبل
3.ما الذي يحلي طعم القروٌ ؟ ( وجبة يأكلها أهل البادية عبارة عن الذرة الرفيعة)

سارعت الفتاة الأجمل إلى الإجابة عن الألغاز الثلاثة , و قالت هذه أسئلة سهلة و جوابها كما يلي:

1.مضجع الرجال عبارة عن فراش و بطانية و مخدة توضع لهم حتى يناموا.
2.مسكن الإبل عبارة عن حظيرة كبيرة لها سور عظيم تمنعها من الوحوش و الضواري.
3.ما يحلي طعم القروٌ هو السمن و الحليب الذي يوضع فوقه.

و بعدما أجابت الفتاة الجميلة على الالغاز الثلاثة توجهت الأنظار إلى الفتاة الأقل جمالاً, فسألوها و أنت بماذا تجاوبين على الألغاز الثلاثة؟ فقالت الفتاة أنا عندي أجوبة مختلفة و من وجهة نظري الأجوبة كما يلي:

1.مضجع الرجال هو السلام و بدون وجود السلام لا ينام الرجال.
2.مسكن الإبل رجال يرعونه و يهتمون به و بدونهم لا ترعى الإبل.
3.ما يحلي طعم القروٌ هي الحاجة فالإنسان الجائع يتلذذ بأي طعام يجده.

هنا اختار الحكيم (كبا-علف) الفتاة الثانية و الأقل جمالاً حتى يتزوج بها قريبه و الذي بدوره قبل اختيار ابن عمه الحكيم, حيث اختارا الفتاة بناء على عقلها و حكمتها التي ظهرت من خلال أجوبتها على الألغاز الثلاثة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق