الخميس، 26 ديسمبر 2013

لحقني العار من هذه الثلاثة





كان هناك رجل يدعى فارح (سن ويني) أو بالعربية فارح ذو الأنف الكبير , قال فارح: كنت في يوم أكثر الناس حربا و كنت في يوم أكثرهم كرماً و كنت في آخرأكثرهم جدالاً, و لحقني العار في كل هذه الحالات الثلاثة.

الحالة الأولى:


في يوم قررنا الإغارة على إبل إحدى القبائل فسبقتُ رجال القبيلة و ذهبت وحدي ممتطياً الفرس وسطوت وحدي على قطيع الإبل و من ثم إقتدت القطيع لوحدي بعدما تركت الرعاة يذهبون بسلام. و في الطريق قابلت فرسان قبيلتنا و أنا أقود القطيع أمامي فسألني أحدهم: ورياهي هل قتلت أحداً من رجالهم؟ فقلت له: لا لم أقتل أحداً منهم. فرد عليه الرجل " لقد جلبت العار لنا أخزاك الله, لو كنت مكانك لما تركت منهم أحد". عادوا إلى القبيلة بالغنيمة و الجميع تحدث عن فارح و شجاعته و لكنهم تحدثوا كذلك عن العار الذي لحقه و ضعفه في التعامل مع الخصوم. ذلك اليوم كنت أكثر الناس شجاعة و حرباً و لكن لحقني العار.

الحالة الثانية:

و في يوم كان هناك رجل لديه الكثير من الإبل و البقر و الغنم و كان بعصمته أربعة زوجات و لكن الله لم يرزقه بالأبناء, فطمع أقاربه بما يملك وكانوا يخططون مع مجموعة من رجال القبيلة لقتله حتى يرث الأقارب الأموال و الزوجات. فدخلت عليهم و هم يخططون للتخلص من هذا الرجل, فتدخلت في النقاش فقلت لبقية الرجال هم سيكسبون الورث من قتله فما هي الفائدة التي ستجنوها من هذا الأمر؟.

فحصل لغط و خلاف بين الحضور حتى فشل المخطط , و بعد مدة وجدت الرجل الذي أنقذته بجدالي فقال لي: إنني أعلم أنك يا فارح كنت من الذين خططوا لقتلي. فكنت في في ذلك اليوم أكثر الناس جدالا و لكن لحقني العار.

الحالة الثالثة:


و في يوم كنت أكثر الناس كرماً و نزل في ضيافتي ثلاثون رجلاً كنت أخدمهم ليل نهار أحلب الناقة لهذا و أذبح الخروف لذاك. و في اليوم التالي حينما خرجت الإبل و الغنم للرعي و ذهب الأهل لإحضار الماء و نفذت المؤنة, قدم علينا ضيفان آخران فقلت لهم " منذ الأمس و أنا أخدم ضيوفي الثلاثين و المواشي خرجت للرعي و الأهل ذهبوا لإحضار الماء و لا أجد شيئاً أضيفكم به الآن. فاختاروا أحد اثنين إما أن تنتظروا تحت هذه الشجرة حتى أذهب خلف قطيع الغنم و أحضر لكم الماء أو تذهبوا إلى جاري القريب و هو سيقوم بضيافتكم".

فرد عليه الضيفان "لا داعي أن تتعب نفسك يا فارح سنذهب إلى جارك" , ذهب الرجلان و نشروا لدى القبيلة أنهم أتوا في ضيافة فارح فطردهم و لم يستقبلهم. و في هذا اليوم كنت أكثر الناس كرماً و لكن لحقني العار.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق