الجمعة، 27 ديسمبر 2013

معركة قوريالي ضد الانجليز

رقصة الحرب


حينما كان التاريخ 1918م فرض الإنجليز الضرائب على الأشخاص و الأموال على قبائل صوماليلاند, هذا الأمر تسبب في اختلافات كبيرة في وجهات النظر بين شيوخ القبائل. كانت أحد القبائل القاطنة في هرجيسا أول الرافضين لهذا القرار, و حينما علم الإنجليز بموقف القبيلة أرسلوا إليهم جيشاً لقتالهم و عقابهم. و حالما عرفت القبيلة بتحركات الإنجليز تجهزت للحرب و اجتمعت في منطقة يقال لها قوريالي (Qoryaale) و تقع إلى الشرق من بلدة بدر- وناق (badar – wanaag) .

و كانت المنطقة التي نزلوا بها منطقة مكشوفة فحدث جدال بين أبناء القبيلة و قال بعضهم هذه منطقة مكشوفة دعونا نذهب إلى منطقة فيها الأشجار و الغابات لأن الانجليز دولة و لديهم أسلحة ثقيلة. و قال آخرون بل هذا جهاد و يجب أن نقابلهم في المنطقة المكشوفة و إلا قيل عنا بأننا رجال جبناء. 

و كان قائدهم الحاجي عبدالله ورسمي شرماركي المعروف ب (ورن عدي) ينشد و هو يقود الجيش باللغة الصومالية:

Jawhareed fardawsiyo
Janadii arraxmaniyo
Xuural caynta jidhkeeda
Nin jihad gali waayay iyo
 Fule sow kama jeesan

و كان يحث أفراد جيشه على الجهاد و أن يضعوا الجنة و الحور العين نصب أعينهم, و حينما اقترب الجيشان من بعضهما و لاح جيش الانجليز من بعيد. نادى الحاجي ورن عدي شيخا (وداد) كان معهم وكان الوحيد الذي لا يحمل سلاحا فأعطاه فأسا كان معه يستخدم لقطع الأشجار. فاستغرب الشيخ و قال و بماذا سينفعني هذا؟ فأجابه الحاجي ورن عدي " أخشى أن يقع مني أثنء القتال , احتفظ به لعله ينفعنا".

بدأ القتال بين الجيشين و استخدم جيش الحاجي ورن عدي كل ما يملك لمهاجمة الانجليز الذي كان يتفوق بنوعية الأسلحة, رغم ذلك قاتل جيش الحاجي ورن عدي قتالا باسلاً واستشهد منهم ستة رجال و أسر منهم عدد آخر بينما لحقت الانجليز بعض الخسائر. 

تراجع الانجليز مع الأسرى إلى بلدة عدادلي و أقاموا فيها الليل , اجتمع جيش الحاجي ورن عدي و اتفقوا على اللحاق بجيش الانجليز و تحرير الأسرى مهما كلف الثمن. اقتربوا من عدادلي و أحاطوها و هنا نفذوا خطة الحاجي ورن عدي التي تتلخص في قطع جذوع الأشجار بالفأس الذي كان مع الشيخ و اشعال النيران في جميع الاتجاهات المحيطة بالبلدة ليعتقد الانجليز بأن هناك أعداد كبيرة من المقاتلين يحاصرونهم.

هنا قلق الانجليزحينما شاهدوا النيران و سألوا بعض الصوماليين الذين كانوا برفقتهم ما الذي يجري و ما كل هؤلاء الناس الذين يحيطون بنا؟ فقالوا لهم: هؤلاء هم أبناء القبائل و هم غاضبون على هجومكم على قبيلتهم و هم يحاصروننا الآن للإنتقام.

طلب الانجليز الصلح و بعث مندوب لجيش الحاج ورن عدي الذي أصر على اطلاق سراح الاسرى و بالفعل سلموا كل الأسرى الذين بحوزتهم خوفا من بطش المحاصرين, و لم يعلم الانجليز بأن عدد المحاصرين قليل و لكن تم خداعهم  بإشعال النيران حول البلدة.

لم ينسى الانجليز واقعة قوريالي للحاج عبدالله ورن عدي, و هاجموا قبيلته في برعو في زمن لاحق و استولوا على إبل القبيلة و باعوها في سوق برعو لمصلحة الانجليز. 

أما الحاج عبدالله ورن عدي فتم القبض عليه و سجنه في جزيرة سعد الدين انتقاما منه لعصيانه الانجليز. و في الحرب العالمية الثانية تقاتل الانجليز و الطليان في صوماليلاند و أطلق الطليان سراح الحاجي عبدالله ورسمي شرماركي (ورن عدي) من محبسه.

الخميس، 26 ديسمبر 2013

لحقني العار من هذه الثلاثة





كان هناك رجل يدعى فارح (سن ويني) أو بالعربية فارح ذو الأنف الكبير , قال فارح: كنت في يوم أكثر الناس حربا و كنت في يوم أكثرهم كرماً و كنت في آخرأكثرهم جدالاً, و لحقني العار في كل هذه الحالات الثلاثة.

الحالة الأولى:


في يوم قررنا الإغارة على إبل إحدى القبائل فسبقتُ رجال القبيلة و ذهبت وحدي ممتطياً الفرس وسطوت وحدي على قطيع الإبل و من ثم إقتدت القطيع لوحدي بعدما تركت الرعاة يذهبون بسلام. و في الطريق قابلت فرسان قبيلتنا و أنا أقود القطيع أمامي فسألني أحدهم: ورياهي هل قتلت أحداً من رجالهم؟ فقلت له: لا لم أقتل أحداً منهم. فرد عليه الرجل " لقد جلبت العار لنا أخزاك الله, لو كنت مكانك لما تركت منهم أحد". عادوا إلى القبيلة بالغنيمة و الجميع تحدث عن فارح و شجاعته و لكنهم تحدثوا كذلك عن العار الذي لحقه و ضعفه في التعامل مع الخصوم. ذلك اليوم كنت أكثر الناس شجاعة و حرباً و لكن لحقني العار.

الحالة الثانية:

و في يوم كان هناك رجل لديه الكثير من الإبل و البقر و الغنم و كان بعصمته أربعة زوجات و لكن الله لم يرزقه بالأبناء, فطمع أقاربه بما يملك وكانوا يخططون مع مجموعة من رجال القبيلة لقتله حتى يرث الأقارب الأموال و الزوجات. فدخلت عليهم و هم يخططون للتخلص من هذا الرجل, فتدخلت في النقاش فقلت لبقية الرجال هم سيكسبون الورث من قتله فما هي الفائدة التي ستجنوها من هذا الأمر؟.

فحصل لغط و خلاف بين الحضور حتى فشل المخطط , و بعد مدة وجدت الرجل الذي أنقذته بجدالي فقال لي: إنني أعلم أنك يا فارح كنت من الذين خططوا لقتلي. فكنت في في ذلك اليوم أكثر الناس جدالا و لكن لحقني العار.

الحالة الثالثة:


و في يوم كنت أكثر الناس كرماً و نزل في ضيافتي ثلاثون رجلاً كنت أخدمهم ليل نهار أحلب الناقة لهذا و أذبح الخروف لذاك. و في اليوم التالي حينما خرجت الإبل و الغنم للرعي و ذهب الأهل لإحضار الماء و نفذت المؤنة, قدم علينا ضيفان آخران فقلت لهم " منذ الأمس و أنا أخدم ضيوفي الثلاثين و المواشي خرجت للرعي و الأهل ذهبوا لإحضار الماء و لا أجد شيئاً أضيفكم به الآن. فاختاروا أحد اثنين إما أن تنتظروا تحت هذه الشجرة حتى أذهب خلف قطيع الغنم و أحضر لكم الماء أو تذهبوا إلى جاري القريب و هو سيقوم بضيافتكم".

فرد عليه الضيفان "لا داعي أن تتعب نفسك يا فارح سنذهب إلى جارك" , ذهب الرجلان و نشروا لدى القبيلة أنهم أتوا في ضيافة فارح فطردهم و لم يستقبلهم. و في هذا اليوم كنت أكثر الناس كرماً و لكن لحقني العار.

الأربعاء، 4 ديسمبر 2013

الملك صاحب المشورة السيئة




كان هناك ملك يحكم أمةً كبيرة من الناس, و كان يرى نفسه دائما على حق و كانت رؤيته قاصرة للأمور و سطحية إلى حد بعيد. و على الرغم من ذلك كان يعتقد أنه بدونه لن تستطيع أمته أن تتدبر أمورها و سينهار عالمهم في غياب جلالته.

و كان هناك رجل فقير من رعايا هذا الملك و كان كل ما يملكه من هذه الدنيا هو ماعز يحلبه لأطفاله و قدر من طين يطبخ فيه طعام عياله. و في يوم من الأيام أدخلت الماعز رأسها في القدر فعلق رأسها فيه و لم يستطع الفقير إخراج رأسها منه.

وقف الفقير حائرا يفكر فلو كسر القدر لن يجد ما يطبخ به لعياله, و لو أصاب الماعز شئ فلن يجد حليبا يشربه عياله فهذا كل ما يملكه هذا الفقير. بعد أن عجز الفقير عن إيجاد حل للمعضلة التي وقع فيها اتجه إلى الملك الذي كان يدعى أنه حلال المشاكل.

و فعلا ذهب الفقير إلى الملك و معه الماعز و رأسها عالق في القدر, و قال للملك "أيها الملك إن هذه الماعز و هذا القدر هو كل ما أملكه من هذه الدنيا و عيالي اليوم لم أطبخ لهم شيئا و لم أحلب لهم الماعز و هم يبكون الآن و قد جئتك لتحل لي هذه المشكلة".

نادى الملك سريعا أحد خدمه و أمره بقطع رأس الماعز و بالفعل قطع الخادم رأس الماعز فانفصل جسد الماعز عن رأسها الذي بقى عالقاً في القدر. فقال الخادم للملك " أيها الملك لقد بقى الرأس في القدر فماذا أصنع؟". جاوبه الملك دون تردد اكسر القدر و أخرج رأس الماعز.

كسر الخادم القدر بالفعل و أخرج رأس الماعز, و بذلك فقد الرجل الفقير الذي أتى لطلب المشورة من الملك كل ما يملك من هذه الدنيا (الماعز و القدر). و كان أشد وقعاً عليه من فقد كل ما يملك  لوم الملك له و توبيخه له قائلا " ألم تعرف أن تفعل ذلك ؟ إنني الآن قلق على أمتي إذا حان أجلي اليوم كيف سيتدبرون أمورهم دون مشورتي و حكمتي ؟! ".  


و هذه القصة باللغة الصومالية :



الجمعة، 22 نوفمبر 2013

اثنان و اثنان




هناك حكم تناقلتها الأجيال الصومالية جيلا بعد جيل و من هذه الحكم ما يلي :

اثنان يستحسن و يليق بهم المشي أو التنقل الدؤوب
و اثنان يستحسن و يليق بهم القعود
و اثنان تستشعر قيمتهم في حياتهم
و اثنان تستشعر قيمتهم في موتهم
و اثنان يليق عليهما الصمت


أما 


الإثنان اللذان يليق عليهما المشي الدؤوب فهما المطر و العالم حتى تعم الرحمة و النفع أراضي واسعة.


و أما


الإثنان اللذان يستحسن و يليق بهم القعود و عدم الحركة فهما النار و الماء فإن تحركا عمت المصائب.


و أما


الإثنان اللذان تشعر بقيمتهم في حياتهم فهما الكريم و الشجاع


و أما


الاثنان اللذان تشعر بقميتهما في موتهم فهما الجبان و البخيل


و أما 


الاثنان اللذان يليق عليهما الصمت فهما الحمار و الأحمق